Saturday, April 5, 2014



لماذا بعض الكتاب السعوديين أغبياء وحمقى؟!



لن أدع الإثارة تتجاوز العنوان، لذلك أقول منذ البداية لمن جاء يبحث عن الصراخ والشتيمة أن يعود أدراجه قبل أن يكمل هذه الجملة، أما من أراد نقاش فكرة هذه التدوينة فعليه الاستمرار إلى آخرها.

صياغة العنوان جاءت على نمط المقال الأخير للزميل سعيد الوهابي الذي عنونه بـ “لماذا بعض البنات السعوديات قبيحات وغبيات؟!”، المقال ساخر وكل الحجج التي سيقت فيه لا أظن الكاتب يصدقها، وإن استمر في دعمها فهو من باب تقمص الدور حتى آخر المشهد، فكل ما فيه جاء على مذهب توفيق عكاشة الذي وجه للمرشح السابق للرئاسة المصرية محمد البرادعي أسئلة على شاكلة: “انت تعرف تزغطّ البط؟!” “انت عارف سعر ربطة الجرجير بكم؟! طب تعرف عدد العيدان بتاعتها؟!”.

والوهابي كاتب جيد لكنه لجأ لحيلة استفزاز القارئ كرصاصة رحمة للوي الأعناق لقراءة كتاباته، فله من الكتابات الجيدة ما يستحق التأمل غير أن الذائقة القرائية دفعته كغيره للبحث عن الإثارة.

ليس سعيد الوهابي الوحيد الذي أراد لفت الأنظار، وهذا بالمناسبة حق له في ممارسة حرية التعبير ما لم تتجاوز المسلمات، أحمد العرفج الكاتب القدير ظل يكتب طويلاً مقالات جميلة، ولكن لم يعرف على نطاق واسع إلا بعدما قال إن المرأة السعودية بقرة! نادين البدير لم تعرف إلا بعد مصادمتها للثوابت ومطالبتها بزواج المرأة من أربعة رجال! والأمثلة كثيرة، وهذه الحيل الكتابية الاستفزازية تمنح صاحبها الشهرة لكنه يخطئ عندما يقع في فخ التبرير، ولا ينهي المشهد باعتباره مشهدا ساخرا ينتهي بنهاية المقال والردود الظريفة عليه.

وليس الأمر قائما على الكتاب وحدهم، فإن مغردين -من جميع التيارات إن صحت التسمية- نهجوا هذا النهج عند بدايتهم؛ وبعضهم أسرف في الشتم والتجريح والقذف والبذاءة، حتى إذا ما اجتمع خلفهم مريدون ومؤيدون غيّر بعضهم جلده بناء على المكانة والشهرة التي وصل إليها، والتي تتطلب “برستيجاً” معينا، واستمر بعضهم على نهجه لأن موعد قطف ثمار الشهرة وسوء السمعة لم يحن بعد.

من الإجحاف أن يلقى اللوم على الكاتب أو المغرد فقط، دون النظر بالاعتبار إلى القارئ الذي أعتبره الموجّه الرئيسي لبوصلة الكتابة والثقافة، فالذائقة الجمعية القرائية هي القادرة على رفع سقف الإبداع وخفضه، إذا ما ارتفعت وارتفع الوعي معها فإن الكاتب سيضطر لشحذ أدواته للارتقاء بما يكتب، وإذا ما انخفضت سيغري ذلك بعض الكتاب للتهاون والنزول - أحيانا حد الإسفاف- لها حتى لا يغرد في الصحراء.

الوعي والقابلية للاستفزاز على علاقة عكسية مع بعضهما؛ فكلما زاد الأول قلّت الثانية والعكس صحيح، لذلك فإن تشجيع القراءة الجادة المتنوعة بعيون ناقدة سيخلق قراء مثقفين مما يجعل الكتاب لا يحتاجون حيل لفت أنظارهم بأساليب غير إبداعية.

كما تكونوا يُكتب لكم، فإن كنتم تمنحون الشهرة لكل ما يستفزكم فترقبوا عناوين مثل: السعوديون …..” و”النساء…” وضعوا في الفراغات ما يجعلكم “تهشتقون” المقال وكاتبه.




3 comments:

  1. تحليل فلسفي عميق وينم عن ذكاء ماشاء الله عليك ... هم الكتاب فعلاً يكتبون بعض المرات بشكل أقرب للشوارعية والسطحية عشان يلفتون لهم الكم الأكبر من القراء اللي أصلاً ما هم قُراء على قد ما هم فضوليين للعنوان اللي أثار غضبهم ..

    ReplyDelete
  2. وهل كل من اراد الشهرة اقحم المرأة السعوديه في مواضيعه ما السبب يا ترى هل فقط للجذب لا اعتقد ذلك.

    ReplyDelete
  3. وماذنبي أنا ليكملوا بي نقصهم

    ReplyDelete